ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ!

نوع المستند : أوراق عمل

المؤلف

ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﻗﺴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ

المستخلص

ﺸﻬﺩﺕ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺤﺘﻰ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻭﻟﹰﺎ ﻨﻭﻋﻴﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﻭﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤـل ﺍﻹﻋﻼﻤـﻲ؛ ﻓﻤـﻊ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻻﻨﻔﺠـﺎﺭ      ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻲ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﻔﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ  ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻓﺒﺎﺘﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴـﺔ ﻀـﺎﻟﻌﺔ ﻓـﻲ     ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ- ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﻭﻜﺎﻥ –ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺘﻔﻭﻕ ﻓﻲ ﻗﻭﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠـﺎل ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﺤﺎﻟـﺔ    ﺍﻟﺘﻨﺎﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻟﻠﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﺘﻀﺎﻋﻔﺕ ﺃﻋـﺩﺍﺩ  ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﻟﻪ ﻤﺜﻴل ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﺘﻁﻭﺭﺕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻊ  ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ﻭﺸﻬﺩﺕ ﺭﻭﺍﺠﺎ ﻭﺇﻗﺒﺎﻻﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭﻴـﺔ  ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﺩﺩ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒـﺙ ﺍﻟﻔﻀـﺎﺌﻲ ﻤـﻊ    ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻘﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﺨﻼل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ. 

الموضوعات الرئيسية


شهدت السنوات الأخیرة منذ أواخر التسعینات وحتى مطلع الألفیة الثانیة تحولًا نوعیًا کبیرًا فی بیئة وبنیة العمل الإعلامی؛ فمع حالة الانفجار المعلوماتی والثورة التکنولوجیة التی خلفتها تلک الفترة أصبحت التحدیات التی تواجه المؤسسات الإعلامیة أکبر بکثیر فباتت الآلة الإعلامیة ضالعة فی صناعة الثورات وتفوق فی قوتها – فی بعض الأحیان- القوة العسکریة، وکان من بین خصائص الثورة التکنولوجیة والمعلوماتیة فی مجال الإعلام حالة التنامی الواسع والانتشار الکبیر للوسائط الإعلامیة المختلفة؛ فتضاعفت أعداد الصُحف الورقیة بشکل لم یسبق له مثیل من قبل وتطورت الصُحف والمواقع الإلکترونیة وشهدت رواجًا وإقبالاً کبیرًا علیها من قبل مختلف الفئات العمریة وخصوصًا الشباب، هذا إلى جانب زیادة عدد ساعات البث الفضائی مع الزیادة المفرطة فی عدد القنوات التی ظهرت خلال تلک السنوات.

کل هذا إلى جانب المتغیر الأهم والذی یُعتبر نتاج الثورة التکنولوجیة وهو وسائل الإعلام الجدید، تلک التی نجحت وفی وقت قصیر جدًا أن تفوق فی قوتها وتأثیرها وانتشارها مُختلف الوسائل الإعلامیة الأخرى؛ ومع هذه الحالة من الثراء الهائل فی بیئة العمل الإعلامی، بات الباب مفتوحًا على مصراعیه أمام الدارسین والباحثین والمتخصصین فی المجالات الإعلامیة والتربویة المختلفة لخوض غمار التجارب البحثیة ذات الصلة بهذا الواقع الذی أصبح علیه الإعلام فی عصرنا الحدیث.

ومن جدید وبعد توقف دام لأکثر من عشرة أعوام تعود إلى مضمار العمل البحثی مجلة "کلیة التربیة النوعیة" جامعة المنیا، لتنضم إلى سباق المنافسة العلمیة الرصینة والمثمرة التی ترنوا إلیها مختلف الدوریات العلمیة، لتقدم لنا طرحًا مغایرًا وإنتاجًا علمیًا فریدًا بتناولها البحثی للتخصصات النوعیة الدقیقة، بأشکالها المختلفة من إعلام تربویٍ مرورًا بالتخصصات المتعلقة بمجال تکنولوجیا التعلیم والاقتصاد والتربیة الموسیقیة، إلى جانب التخصصات التربویة المختلفة ذات الصلة بالمجالات النوعیة.

فعلى کثرة ما تموج به الساحة الثقافیة والعلمیة من إصدارات دوریة لا نکاد نجد مجلةً تولی عنایتها خالصةً للتخصصات النوعیة – علمیًا وعملیًا – فبالرغم من هذا الثراء الهائل فی الطرح العلمی للدوریات إلا أننا مازلنا نفتقد فی واقعنا البحثی إلى المجلات التی تتناول التخصصات النوعیة من زاویة میدانیة أکثر عمقًا، وأکثر خدمةً للمجتمع والناس، ومقصودنا هنا هو أنْ یکون لدینا مجلة علمیةً یقرؤها المتخصص والعام على السواء فیجد کل منهما ما یمتعه ویفیده، وهذا ما نطمح أن تحققه مجلة کلیة التربیة النوعیة جامعة المنیا، لذا أنصح زملائی وأبنائی الباحثین والباحثات بالمساهمة الفعالة فی إثراء المجلة وتقدیم أطروحاتهم البحثیة المختلفة التی تساهم فی وضع اللبنة السلیمة لبناء علمی سلیم ومفید للواقع الأکادیمی، وللمجتمع ککل.