" مراحل تطور الشکل والمضمون عند الفنان "إدوارد هوبر"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الفنون الجميلة جامعة المنيا

المستخلص

إذا کان الفن هو عملية إبداع لأشکال قابلة للإدراک الحسي، فإن مفهوم ذلک الأشکال يأخذ أهمية کبري، لذلک إهتم الفنان "إدوارد هوبر" بالشکل ککيان معبراً في ذاته، لأنه يحمل رموزاً ذات معني، وليس مجرد إشارات لأشياء وأحداث وإنفعالات نفسية لدي الفنان، ومعني هذا أن التعبير الفني لديه في أشکال ليس مجرد استجابة لموقف أو انفعال أو حتي حادث واقعي فقط؛ بل هو بالضرورة لغة رمزية تمتد بمعرفته إلي ما وراء الخبرة الواقعية، متعددة الخيوط يتشابک في ترکيبها الخيال والتصوير والإدراک وبراعة التنفيذ التقني في اَن واحد.
وتلک اللغة تتشکل في هيئة "شکل" العمل الفني، وذلک الشکل قائم على أشکال أولية، هي العناصر التي يستلهمها "هوبر" في البداية، ليحولها بعد إمرارها على ما يبدو کالمعمل الداخلي إلي مفردات خاصة، مرتبطة بقدر التوازن الذي يحققة الفنان بين الوعي العقلي والشعور الباطني والخبرة الجمالية وخصوصية التقنية الأدائية. والشکل في أعمال المصور "هوبر" ليس مجرد ملامح العناصر التي يستلهمها الفنان، وإنما هو محاولة تجسيد موضوع مرئي مواز لعديد من الأفکار والرؤي التي تختزن في عقل الفنان، بناء على حواره المستمر، مع الطبيعة المرئية من ناحية، وتدخلات نشاطه الذهني وتصوراته وأحلامه الباطنة من ناحية اُخري. ولا يکون للمضمون قيمة في العمل الفني إلا لأن الشکل ينظمه ويهذبه، ولو کان الشکل غير جيد، لما بدت للمضمون أية قيمة، سوي أنه تعبير سطحي دون عمق، وذلک لأن الشکل والمضمون معاً لهما أهمية متساوية ومتداخلة في أعماله، حيث يعتمد کل على الاَخر، وليس من الممکن فهم أي منهما أو تقديره، إلا في داخل الکيان الموحد الذي هو العمل الفني لديه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية